غزة بعد شهر من الهدنة.. عودة بطيئة وحياة تحت قيود المساعدات
غزة بعد شهر من الهدنة.. عودة بطيئة وحياة تحت قيود المساعدات
بعد مرور شهر على وقف إطلاق النار في قطاع غزة، ذكرت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا” أن العائلات الفلسطينية تواصل العودة ببطء إلى منازلها ومجتمعاتها السابقة حيثما تسمح الظروف الأمنية وإمكانية الوصول، وبينما تحاول الأسر إعادة ترتيب حياتها وسط الدمار الهائل، تواصل الأمم المتحدة وشركاؤها تقديم الدعم الإنساني رغم صعوبة الأوضاع.
قيود معقدة تعوق المساعدات
وأشار مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية أوتشا في بيان يوم الاثنين إلى أن جهود إيصال المساعدات داخل قطاع غزة ما زالت تواجه تحديات متعددة، منها الروتين الإداري، والحظر المفروض على عدد من الشركاء الإنسانيين، وقلة المعابر والطرق، فضلاً عن استمرار حالة انعدام الأمن رغم وقف إطلاق النار، وخلال عطلة نهاية الأسبوع، رصدت فرق الأمم المتحدة عمليات قصف ونيراناً بحرية في مناطق مختلفة من القطاع، وإن كانت بمستوى أقل مما كان عليه قبل الهدنة وفق موقع أخبار الأمم المتحدة.
وفي بعض المناطق، لا تزال فرق الإغاثة مضطرة لتنسيق كل تحرك مسبقاً مع السلطات الإسرائيلية. فقد أجرت الأمم المتحدة الأحد ثماني محاولات للتنسيق الميداني، لم يُسهّل منها سوى اثنتين بشكل كامل، في حين عوّقت أربعاً منها على الأرض، وتأخرت إحدى المحاولات عشر ساعات قبل السماح للفريق بالتحرك. ومع ذلك، تواصل فرق الأمم المتحدة استثمار كل فرصة لتوسيع نطاق المساعدات الإنسانية.
حملة لتعويض التطعيمات والرعاية الصحية
بدأت وكالات الأمم المتحدة الأحد حملة لتعويض الفاقد من التطعيمات الروتينية ومتابعة التغذية والنمو لدى الأطفال. وتنفذ منظمة اليونيسف والأونروا ومنظمة الصحة العالمية الحملة بالتعاون مع وزارة الصحة في غزة، وتهدف إلى الوصول إلى نحو أربعة وأربعين ألف طفل حُرموا من اللقاحات خلال فترة النزاع.
إعادة تأهيل مستشفى الخير في خان يونس
أعلنت منظمة الصحة العالمية أن مستشفى الخير في خان يونس استأنف عملياته بعد توقفه منذ فبراير 2024 إثر أضرار لحقت به جراء القصف، وأسهمت المنظمة في ترميم أنظمة المياه والطاقة والصرف الصحي، وتوفير معدات طبية وأدوية أساسية، كما أنشأت مركزاً جديداً بسعة عشرين سريراً لعلاج الأطفال المصابين بسوء التغذية الحاد، ليصبح عدد المراكز المتخصصة في غزة سبعة مراكز بطاقة إجمالية تبلغ سبعين سريراً.
دعم نفسي وملابس شتوية للأطفال
بين الأربعاء والجمعة، قدمت فرق الأمم المتحدة خدمات الدعم النفسي والاجتماعي لنحو ألف وخمسمئة طفل وخمسمئة من مقدمي الرعاية في مناطق الجنوب، وشملت الجلسات أنشطة تساعد الأطفال على التعبير عن مشاعرهم وتخفيف التوتر، إلى جانب رسائل توعوية حول الحماية من العنف والإساءة.
وخلال عطلة نهاية الأسبوع، وزع الشركاء الإنسانيون نحو أربعين ألف مجموعة من الملابس الشتوية والأحذية للأطفال دون سن العاشرة، كما جرى توزيع خمسين ألف بطانية على المستشفيات والمواقع السكنية المؤقتة.
جهود متواصلة لتأمين المياه والنظافة
منذ بدء سريان وقف إطلاق النار، واصل شركاء الأمم المتحدة تقديم خدمات نقل المياه بالشاحنات إلى نحو ألفي موقع في أنحاء القطاع، إضافة إلى توزيع خمس عشرة ألف مجموعة للنظافة الشخصية، كما أعادت فرق الصيانة إصلاح أحد خطوط المياه الحيوية في حي الزيتون بمدينة غزة، ما سمح باستعادة جزء من إمدادات المياه المنزلية.
يعاني قطاع غزة منذ سنوات من أزمة إنسانية حادة تفاقمت جراء جولات متكررة من العنف والحصار المستمر، وتعتمد غالبية السكان على المساعدات الدولية لتلبية احتياجاتهم الأساسية في ظل تدمير واسع للبنية التحتية ونقص حاد في المياه والكهرباء والخدمات الطبية، وتعد الأونروا والوكالات الأممية الأخرى خط الإغاثة الأول لأكثر من مليوني فلسطيني في القطاع، في حين تحذر الأمم المتحدة من أن أي تأخير في إيصال المساعدات أو إعادة الإعمار قد يؤدي إلى تفاقم الأوضاع المعيشية والصحية، ويطيل أمد المعاناة الإنسانية للسكان.











